واشنطن والرياض… شراكة تتعزّز من أجل استقرار الشرق الأوسط ومصالح البلدين

نيويورك – هيثم جسار – الأمم المتحدة
في توقيت بالغ الحساسية، جاءت زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة لتؤكد أن العلاقة بين البلدين ليست مجرد تعاون تقليدي، بل تحالف استراتيجي يخدم المصالح العليا للجانبين.
واشنطن تحتاج إلى شريك قوي ومسؤول في الشرق الأوسط، والرياض تحتاج إلى قوة عظمى توازن المشهد وتدعم مشاريع التحول العملاق الذي تقوده.
أولًا: المصالح الأمريكية… شريك يحقق الاستقرار وسوق طاقة متزنة
تدرك الولايات المتحدة أن الشرق الأوسط هو أحد مفاتيح الأمن العالمي، وأن السعودية تُعدّ:
• الضامن الأول لاستقرار سوق الطاقة العالمية
• أهم قوة عربية قادرة على التأثير في ملفات المنطقة
• شريكًا يُسهّل لسوق الشركات الأمريكية دخول مشاريع بمئات المليارات عبر رؤية 2030
واشنطن ترى في الرياض ركيزة مركزية لضبط أسعار الطاقة، وحماية ممرات التجارة البحرية، وكبح النفوذ الإيراني.
بالمقابل، وجود السعودية كشريك قوي يمنع نشوء فراغ استراتيجي قد تستغله قوى منافسة لواشنطن مثل الصين وروسيا.
ثانيًا: المصالح السعودية… دعم اقتصادي وأمني من شريك لا يمكن تعويضه
السعودية في عهد محمد بن سلمان تدخل أكبر برنامج تحول اقتصادي في تاريخها، وهي تحتاج إلى:
• شركات التكنولوجيا الأمريكية
• الخبرات الدفاعية الأمريكية
• الحماية السياسية في المؤسسات الدولية
• الاستثمارات المشتركة التي تدعم مشاريع نيوم والطاقة الجديدة
ولذلك، فإن تعزيز العلاقة مع أمريكا يمنح الرياض قوة تفاوض أعلى في الملفات الإقليمية، ويُحسّن قدرتها على ردع أي تهديد ضد أمنها أو أمن الملاحة في البحر الأحمر والخليج.
ثالثًا: الأمن الإقليمي… رؤية سعودية أمريكية مشتركة
الطرفان يلتقيان عند نقطة واضحة:
الشرق الأوسط يجب أن يتجه من الفوضى إلى الاستقرار.
أبرز نقاط التفاهم:
• وقف التصعيد الإقليمي
• منع إيران من تهديد جيرانها أو التأثير على الملاحة
• إعادة ضبط الوضع في اليمن بما يمنع الحوثي من تحويله لمنصة تهديد دولي
• دعم السلام في السودان ولبنان والعراق
كل هذه الملفات تمثل مصلحة مباشرة لأمن أمريكا ولـ استقرار السعودية.
رابعًا: السلام كخيار استراتيجي يخدم واشنطن والرياض
في هذه الزيارة، لم يكن السلام مجرد شعار، بل كان مصلحة مشتركة:
• السلام يخفض تكلفة الأمن على أمريكا
• السلام يفتح للسعودية أبواب الاستثمار والتحول الاقتصادي
• السلام يقلل نفوذ الجماعات المتطرفة والإيرانية
• السلام يمنح واشنطن فرصة إعادة ترتيب المنطقة بما يخدم مصالحها
الولايات المتحدة تريد شرق أوسطًا هادئًا يسمح لها بالتركيز على آسيا،
والسعودية تريد شرق أوسط مستقرًا يسمح لها بتحقيق رؤية 2030.
خاتمة: تحالف يتجدد… ومصلحة مشتركة
زيارة محمد بن سلمان لواشنطن ليست مجرد لقاءات رسمية، بل هي إعادة تثبيت للتحالف الأمريكي السعودي على أسس جديدة أكثر قوة ووضوحًا.
تحالف يضمن لأمريكا:
• استقرار الطاقة
• شريكًا قويًا في قلب الشرق الأوسط
• وممرات تجارة آمنة
ويضمن للسعودية:
• دعمًا اقتصاديًا واستثماريًا
• تعاونًا دفاعيًا متطورًا
• وغطاءً سياسيًا يعزز مكانتها الدولية
هذه الزيارة ليست حدثًا عابرًا…
إنها صياغة جديدة لمستقبل المنطقة على أسس مصالح مشتركة بين قوتين مركزيتين:
الولايات المتحدة والسعودية.




