خالد اليماني.. سفير يُطبل للانفصال ووزير مربوط لأمعائه

✍️ محمد الخامري
تعود معرفتي بخالد اليماني إلى العام 2004، عندما كنت أزور الدكتور أبو بكر القربي في مبنى وزارة الخارجية القديم، المبنى الذي أصبح لاحقاً أمانة العاصمة..
كان اليماني يومها في مكتب صغير خارج مكتب الوزير، أقرب لوظيفة سكرتير أو نائب مدير المكتب، بحكم معرفتي بمدير المكتب آنذاك، وكان يتودد لزوار الاخ الوزير بطريقة سامجة جداً..
تدرّج بعدها في المناصب حتى صار وزيرا للخارجية في ظرف استثنائي يفترض فيه أن يرتقي لمسؤولية تمثيل بلد يمر بأدق اللحظات الحرجة في تاريخه، غير أن مسار الرجل كان يقول عكس ذلك تماما..
📌 في العام 2016، حضر اليماني وهو سفير الجمهورية اليمنية في الأمم المتحدة؛ حفلة خطابية وفنية خاصة بمجموعة من الانفصاليين الذين يحتفلون بعيد الاستقلال، رافعين العلم الشطري، ومصرّين على عدم الاعتراف بالوحدة اليمنية..
حضوره آنذاك لم يكن سقطة عابرة، بل كان إشارة مبكرة لطبيعة المواقف التي يحملها الرجل، وتناقضاته المستمرة، واستعداده الدائم لارتداء أي لون يخدم مصلحته، وأي موجة توصله لهدفه الذي رسمه منذ وقت مبكر في حياته..
📌 جاء مؤتمر وارسو فبراير 2019 ليكشف المستور علناً، حيث ظهر فجأة إلى جانب رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بابتسامات واسعة، ونظرات ودّ مفضوحة، وقام بإعارة مكبر الصوت الخاص به لنتياهو كما لو كان يقدم خدمة لصديق مقرّب، كانت فضيحة لم تكن اليمن بحاجة لها..
حديث نتنياهو عنه بالمزاح، وحديثه عن (التعاون بيننا)، كان طعنة في ذاكرة اليمنيين، وسابقة لايعترف بها تاريخ وقيم وأعراف اليمن واليمنيين..

📌 اليوم، يخرج خالد اليماني بمقال يحاول فيه التكسّب السياسي والتقرّب من دولة خليجية تموّل مشروع تمزيق اليمن ودعم الانفصال، وكأن بقايا الخجل التي كان يفترض أن يملكها قد سقطت منذ زمن..
مقاله الأخير لم يكن سوى امتداد طبيعي لتحركاته السابقة، من مجالس الانفصاليين في أمريكا، إلى ابتساماته مع نتنياهو في وارسو، وصولا إلى مقال اليوم التي تخدم الأجندة ذاتها..
📌 يُِعرف خالد اليماني في عدن بأنه شخص تافه، درس الابتدائية بمدرسة المعلا الابتدائية، والاعدادية بمدرسة 22 يونيو بالمعلا أيضا، ومعررف انه من أسرة ذات أصول هندية، واسمه المعروف هناك كان خالد محمد حسين؛ وكان يسكن في عمارة المقطري بالشارع الرئيسي بالمعلا، وأضاف كلمة (يماني) الى اسمه عام 1990 بعد الوحدة، وحينها كان يعمل مخرج صحفي وخطاط في صحيفة الثوري الناطقة باسم الحزب الاشتراكي اليمني وذلك بعد عودته من الدراسة في كوبا..
📌 خالد اليماني لم يكن يوما ممثلا لليمن، لا في 2016، ولا في 2019، ولا اليوم، هو نموذج لرجل يبدل مواقفه كما يبدل أماكن جلوسه، من مكتب صغير خارج مكتب الوزير، إلى مجالس الانفصال، إلى مقاعد المؤتمرات الدولية بجوار نتنياهو، ثم مقالات مدفوعة الثمن تخدم مموليها ليجد له مكانا لدى الانفصاليين..
📌 التاريخ لاينسى، واليمنيون لاينسون، ومايكتبه اليوم هو مجرد صفحة جديدة في سجل رجل لم يعرف معنى الثبات، ولا معنى الوحدة، ولا معنى أن يكون مسؤول يحمل وطن فوق كتفيه لا مصالح فوق كتفي غيره.. هو مجرد مسخ ظهر فجأة واختفى وسيبتلعه التيار كما ابتلع غيره الكثير كانوا ثم بادوا، وانتهى بهم المطاف في مزبلة التاريخ، والتاريخ لايرحم..
من صفحة الكاتب على فيسبوك




