أوروبا تطلب عقد اجتماع مع ترمب وزيلينسكي.. والرئيس الأميركي: لا أريد إضاعة الوقت

عين اليمن الحر – رويترز + الشرق
ترمب: على زيلينسكي أن يكون واقعياً بشأن الحرب.. وقد نتوصل لحل قريباً
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “يجب أن يكون واقعياً” بشأن الحرب في أوكرانيا، وتساءل مجدداً عن موعد الانتخابات المقبلة في البلاد، وذلك، بعدما سلمت أوكرانيا ردها على خطة السلام الأميركية.
وجاءت هذه التصريحات بعد أن تحدث ترمب مع قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا الأربعاء، في مكالمة هاتفية استمرت 40 دقيقة، وتناولت الحرب في أوكرانيا.
وأضاف ترمب أن القادة الأوروبيين يرغبون في عقد اجتماع هذا الأسبوع، بمشاركة كل من الولايات المتحدة وأوكرانيا، وقال إنه ناقش ملف أوكرانيا “بلهجة قوية”، مع القادة الأوروبيين، مشيراً إلى أنهم طرحوا فكرة سفره إلى أوروبا لعقد لقاء هذا الأسبوع، بمشاركة
وتابع: “سنحدد موقفنا بناءً على ما سيعودون به من اقتراحات. لا نريد إضاعة الوقت”.
وخلال الأيام الماضية، ضغط ترمب على زيلينسكي لقبول خطة سلام مقترحة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وقال ترمب عن زيلينسكي خلال جلسة أسئلة وأجوبة مع الصحافيين: “أعتقد أنه عليه أن يكون واقعياً. وأتساءل، كما تعلمون، متى ستجرى الانتخابات هناك؟”.
وأشار ترمب، الأربعاء، إلى أنه قد يتم التوصل إلى حل قريباً، قائلاً للصحافيين في البيت الأبيض إن “الكثيرين يقولون إن الأمر أصبح أقرب مما كان عليه في أي وقت مضى”.
أوكرانيا تسلم واشنطن نسخة منقحة
وسلمت أوكرانيا الأربعاء، نسخة منقحة من خطة السلام، في وقت بدأت تتبلور فيه ملامح اتفاق هش محتمل، بينما يواصل الرئيس الأميركي التأكيد على رغبته في إنهاء النزاع سريعاً، وفق “أكسيوس“.
وأفاد مسؤول أوكراني بأن الرد يشمل ملاحظات واقتراحات تعديلات “لجعل الخطة قابلة للتنفيذ بالكامل”. وأرسلت أوكرانيا ردها للولايات المتحدة بعد عدة أيام من المشاورات مع حلفائها الأوروبيين، خصوصاً فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.
وأشار المسؤول إلى أن الرد الأوكراني يتضمن أفكاراً جديدة لحل نقاط الخلاف العالقة، مثل القضايا المتعلقة بالأراضي ومحطة زابوريجيا النووية.
ووصف دبلوماسي أوروبي المناقشات بأنها “تتقدم بسرعة” في ظل الضغوط المتزايدة و”انعدام” صبر الرئيس الأميركي.
وجاءت هذه التحركات الدبلوماسية المكثفة عقب الكشف عن مسودة مقترح من 28 نقطة صاغته الولايات المتحدة الشهر الماضي، ويدعمه الجانب الروسي لإنهاء الحرب.
وبعد سلسلة من المشاورات مع كييف واجتماع في موسكو، جرى تقليص خطة الـ28 نقطة إلى 20 نقطة بهدف جعلها مقبولة لدى طرفي النزاع. وتعد هذه الوثيقة واحدة من ثلاث وثائق يجري التفاوض بشأنها، إلى جانب وثيقة حول الضمانات الأمنية وأخرى بشأن التعافي الاقتصادي. وقال زيلينسكي إنه عقد اجتماعاً حول الوثيقة الأخيرة، الأربعاء.
ولا تزال المناقشات مستمرة، ولم يتضح ما هي التعديلات التي أدخلتها كييف على الوثائق في ردها الأخير.
منطقة منزوعة السلاح
ونقلت CNN عن دبلوماسيين أوروبيين اثنين مطلعين على مضمون مسودة النقاط العشرين، إنها تقترح إنشاء منطقة منزوعة السلاح على امتداد خط التماس.
وتنص المسودة على تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا بما يتماشى مع المادة الخامسة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي تنص على الدفاع المشترك عن دول الحلف. كما تقترح منح أوكرانيا عضوية في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2027.
وتحذف المسودة أي لغة تمنع أوكرانيا من الانضمام مستقبلاً إلى حلف الناتو، لكنها في الوقت نفسه لا تذكر صراحة إمكانية انضمامها إلى الحلف.
كما تدعو إلى إجراء انتخابات في أوكرانيا، وهو مطلب أثاره كل من ترمب والكرملين. وقال زيلينسكي إنه منفتح على إجراء انتخابات خلال 60 إلى 90 يوماً إذا أمكن ضمان الأمن.
وبحسب الدبلوماسيين، فإن المسودة المحدثة من 20 نقطة لا تزال تتضمن عناصر من الوثيقة السابقة قد تثير قلق الأوكرانيين والأوروبيين.
ومن بين هذه العناصر اعتراف أميركي رسمي بالأراضي التي تحتلها روسيا، وهو ما سيمثل تحولاً صادماً عن السياسة الأميركية الراسخة التي تعترف بوحدة أراضي أوكرانيا، ولا تقر بتغيير الحدود بالقوة.
كما يدعو المقترح الأميركي الأخير إلى تحديد سقف قوامه 800 ألف جندي للجيش الأوكراني، بزيادة طفيفة عن سقف 600 ألف الوارد في وثيقة الـ28 نقطة.
وتشير المسودة أيضاً إلى أن الولايات المتحدة وروسيا ستقرران مصير الأصول الروسية المجمدة.
ورغم استمرار المفاوضات، يسود إدراك داخل الحكومة الأميركية وبين الحلفاء بأن هذه المناقشات هشة، وأن قضايا مثل التنازلات بشأن الأراضي قد تعرقل جهود السلام.
ولا تزال هناك شكوك بشأن ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرغب فعلياً في التوصل إلى تسوية سلمية، بحسب ما أفاد مسؤولون أوروبيون، ومن حلف الناتو.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأسبوع الماضي: “إذا كانت هناك طريقة لجسر الهوة بين الطرفين، فنحن الوحيدون في العالم القادرون على القيام بذلك، وهذا ما نحاول فعله. في النهاية، القرار سيعود إليهم. وإذا قرروا أنهم لا يريدون إنهاء الحرب، فستستمر الحرب”.




