حرب إسرائيل على غزه-جبهة الشمال بعد ضربة البرج ٢٢ في الأردن إلى أين؟

 

أ د / دخان النجار

الفصل الأسواء من نتائج حرب غزه هو امتدادها الإقليمي وبالذات عبر الحدود الشمالية والشرقية المتمثلة بجنوب لبنان وسوريا والعراق امتدادًا إلى ايران نفسها. كان الجميع يتوقع دخول حزب الله المعركة كونه مركز محور المقاومة في المنطقة إلا انه لم يفعل ذلك لعلمه بالحشد الغربي ضده وتطلعات إسرائيل لإشعال المعركة اقليميا حتى تصل ايران نفسها على يد القوات الأمريكية وخلفائها بالنيابة عنها.
المناوشات مع حزب الله بل والهجمات المتبادلة المحدودة مستمرة ولكنها لا ترقى الى حرب شاملة تتحاشاها الولايات المتحدة الأمريكية وايران على حد سواء ومع اشتداد هجمات الفصائل المؤيده لايران في كل من سوريا والعراق ضد القواعد الأمريكية اثناء الحرب والتي وصلت إلى حوالي ٦٥١ هجوما كما تفيد بعض المصادر بما في ذلك ال سي ان ان حتى آخر يوم من شهر يناير إلا انها لم تسفر عن قتل جندي أمريكي واحد حتى أتى الهجوم الدموي على القوات الأمريكية في قاعدة النتف في الأردن وخصوصا الهجوم على البرج ٢٢ الذي أفضى إلى مقتل ثلاثه جنود امريكيين وجرح حوالي أربعين آخرين وهو الأمر الذي لا يمكن ان تسكت عنه الولايات المتحدة الأمريكية.
وأدان الرئيس الأمريكي جو بايدن الهجوم، وأكد تورط جماعات مسلحة متطرفة مدعومة من إيران تعمل في سوريا والعراق ووعد بمحاسبة كل المسؤولين عن هذا الهجوم في الوقت المناسب وبالطريقة التي سيختارها.
وتبنى فصيل “كتائب حزب الله” العراق الهجوم على القاعدة الأمريكية، بينما نأت إيران بنفسها عن الأمر وردته للصراع بين القوات الأمريكية و”فصائل المقاومة” في المنطقة.
واكيد ان القيادة العسكرية الأمريكية تدرس الخيارات المناسبة وسوف تقوم بالرد المؤلم على قتل جنودها لان سكوتها يعني التمادي في مهاجمتها ، كيف ومتى واين سيكون الرد؟هذا ما سوف توضحه الايام القادمة.
محور المقاومة تنبه لخطورة الموقف فاعلن حرب الله في العراق تعليق عملياته ضد القوات الامريكية وبراء فيها ايران والحكومة العراقية وبقية فصائل المقاومة كي لا يحرج هذه الأطراف حسب ادعائه والحقيقة انها رسالة سياسية من اجل تخفيف وطأة الرد العسكري الأمريكي وتجنيب ايران ومحور المقاومة ضربه انتقامية قادمة شاملة.
واضح ان امريكاء لن تضرب حزب الله في لبنان الذي يتمسك بقواعد الاشتباك على الاقل حتى الوقت الراهن لكن بقية اذرع محور المقاومة بما فيها اليمن سوف تتعرض لضربات أمريكية اكثر إيلام .
تصريحات الأمريكان بعد ضربة البرج ٢٢ في قاعدة النتف ومقتل الجنود بعدم الرد السن بالسن وفتح صفحة جديده بما فيها سحب القوات الأمريكية من المنطقة يعني إبعادها عن الهجمات المباشره للفصائل وربما توجيه ضربه لايران نفسها كما يعتبرونها رأس الافعى وهنا تكمن خطورة الوضع في الايام القادمة.
احد السيناريوهات الشبه مؤكده هو تشديد الضربات في اليمن وكذلك تحفيز الأطراف اليمنية المناهضة للحوثيين للبدء بعمليات عسكرية تأديبية ضدهم وقد تشاركهم فيها لان الادارة الأمريكية الحالية لا تريد ان تنجر إلى حرب شاملة مباشره مع ايران بالرغم من الدفع الاسرائيلي وكذلك الطرف الجمهوري في الكونجرس باتجاهها واكيد ان الرسالة الإيرانية الرسمية بعدم الرغبه في الانجرار إلى المواجهة المباشره قد وصلت إلى الادارة الأمريكية ومن المؤكد انها تعي خطورة تورطها بحرب اقليمية شاملة في الوقت الراهن والتي سوف تقود إلى استفادة روسيا والصين منها والذين يُعتقد بانهما يمدان بالسلاح اطراف محور المقاومة بالمنطقة وبطرق متعددة. الادارة الأمريكية تعي ايضا بان بعض اطراف محور المقاومة لا تسيطر ايران عليها ١٠٠٪؜ ولذلك لابد من التعامل معها بشكل مباشر وعدم ترك المجال لها مفتوح لتستمر في توجيه ضرباتها ضد القوات الأمريكية او التسبب بايذاء التجارة العالمية.
بالنسبة للقيادة الاسرائيلية التي تعمل على جر الولايات المتحدة الى حرب اقليمية شاملة فهدفها هو توجيه ضربة عسكرية لايران في عقر دارها للحد من نموها العسكري والاقتصادي والسياسي الذي يشكل خطر استراتيجي على تفوقها في المنطقة وربما على وجودها.
الرد على هجوم قاعدة التنف في الأردن وبالأخص البرج ٢٢ في ال ٢٩ من يناير هو بحكم المؤكد وسوف يكون رد نوعي رادع والسكوت الآن هو الهدؤ الذي يسبق العاصفة وكيف سيكون رد محور المقاومة هذا ما سوف تجيب عليه الاحداث القادمة والتي لا يُستبعد تطورها بإتجاه المواجهة الشاملة مع محور المقاومة ان خرجت الأوضاع عن سيطرة القيادتين السياسيتين الامريكية والايرانية اللتان تحاولان تجنب المواجهة الشاملة على الاقل في الوقت الراهن وهو المرجح.
د. دحان النجار ولاية ميشيجان الاول من فبراير ٢٠٢٢

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى