الجواز اليمني لمن يدفع أكثر
كتب|زهرة اللوتس ..
لا اجد وصفاً يتلائم مع معاناة المواطن اليمني في رحلته الشاقة للحصول على الجواز الذي هو حق من حقوقه التي تكفلها الدولة لكل مواطنيها دون استثناء الا أن من الأفضل أن يتم خصخصته وتحويل مصلحة الهجرة والجوازات إلى شركة خاصة سلعتها الاتجار بالجواز اليمني .
الجواز اليمني اصبح سلعه متوفره لمن يدفع اكثر والسبب هم مسئولين القنصليات في السفارات اليمنية التي تحاول ابتزاز كل مغترب يمني يفقد جوازه أو انتهت صلاحيته وبمثل هذه التصرفات اصبح المواطن اليمني مسلوب الحقوق من قبل مسؤولي دولته قبل غيرهم وبلا قيمة وينظر لنا العالم في المطارات وكأن اليمني زيادة عدد ومستهلك غشيم للاكسجين،
أصبحنا نخجل من إبراز الجواز اليمني في الدول التي تعترف فيه ونخشى من اظهارة في الدول التي لم تعد تعترف بنا كرعايا مثل بقية الدول التي ترعي مواطنيها في الداخل والخارج
من حق كل مواطن داخل الوطن وخارجه أن يحصل على جواز السفر الخاص بدولته كونه يعتبر هوية وطنية وحق من حقوقه الاساسية التي تحفظ له يمنيته وانتمائه للوطن ..الا أنه وفي ظل العبث الذي تشهده مؤسسات الدولة فقد تحول الجواز..إلى سلعة تباع في السوق السوداء وتصل قيمته داخل المحافظات اليمنية إلى اكثر 100 الف ريال بينما سعره الرسمي لا يتجاوز 7000ريال ومن لايتوفر له المال والواسطة عليه أن ينتظر لأكثر من سبعة أشهر حتى يحصل على الجواز ..واما في القنصليات والسفارات فالمبلغ يختلف من دولة لدولة ولكنه يصل إلى خمسة أضعاف قيمته الحقيقية .
وبلا شك فإن فارق السعر يذهب إلى جيوب المسؤولين والفاسدين الذين يتاجرون بمعاناة المواطن اليمن ويستغلون حاجته للحصول على الجواز للسفر بحثاً عن فرصة عمل في بلاد المهجر أو للعلاج وفي أغلب الأحيان قد يموت المريض قبل أن يتمكن أهله من الحصول على الجواز .
مأساة المواطن اليمني من صنع مسؤولين دولته في داخل الوطن وخارجه ولهذا فلا يجب أن نلوم الدول الأخرى في سوء تعاملها معنا أن كان مسؤولي دولتنا الذين وجدوا لخدمتنا ويحفظوا حقوقنا هم من يسيئون لنا وأول من ينتهكون حقوقنا ومن يقومون بأبتزازنا دون حياء أو خجل .




