ألا يوجد فيكم رجلٌ رشيد؟

 

✍️ عبدالوهاب قطران:

أيعقل أن تبلغ بكم الخفّة والجرأة حدَّ اعتقال شيخٍ كبير وقور، وعالمِ اجتماع جليل، ومفكّرٍ رصين، رجلٍ حكيم بلغ من العمر ثمانين عامًا؟!
أيعقل أن يُغيَّب الأستاذ الدكتور حمود العودي خلف القضبان، ومعه رفيقاه الدكتور عبدالرحمن العلفي وأنور شعب… وكأن الشيخ المسنّ خصم لدولتكم، لا واحد من أبرز وجوه العقل والمعرفة في هذا البلد؟

يا جماعة… حتى القضاة –وهم حراس الدستور والقانون– وهم لاسواهم من يحق لهم سجن المواطن اذا قارف جرم منصوص عليه بقانون الجرائم والعقوبات ،لا يملكون سجنَ كبير السنّ إذا تجاوز السبعين، بنصّ قانون التنفيذ . القانون يمنع سجن الشيخ الهرِم حتى اذا كان منفذ ضده حرصًا على كرامة الإنسان.

أما أنتم فلم تتورّعوا عن سجن رجل بلغ الثمانين، لم يُشفع له علمه، ولا حكمته، ولا عقله الراجح، ولا مكانته التي يعرفها كل يمني.

لا أنسى يوم كنتم تحققون معي تحقيقًا حامي الوطيس، وعيوني معصوبة في جهاز الامن و المخابرات، بسبب جلسة مقيلٍ يتيمة حضرتُها في منزل الدكتور العودي قبل عامين.
شعرتُ يومها أنني ارتكبت جرمًا لا يُغتفر… وكأنني حضرت بمنزل الدكتور العودي اجتماعًا يهدّد أمن الدولة، أو اشعرتموني انني خططتُ معه بمقيله ذاك لقلب نظام الحكم!
لحظتها أدركت أن العودي مُصنَّف عندكم “مفكر خطير”، وأن مجرد الجلوس في مقيله تهمة وجريمة لاتغتفر.

وبعد أن قضيتُ ستة أشهر في الزنازين الانفرادية، ومرّت أشهر على خروجي من السجن، تواصل معي أكثر من مرة الأستاذ أنور شعب –مدير مكتب الدكتور حمود العودي– يدعوني لحضور منتدى الدكتور ومقيله كل أحد.
وكنت أرد مازحًا:
“خلوّوا لي حالي… أنتم عناصر خطيرة، وممنوع الاقتراب من مقيلكم. أربع جلسات تحقيق وعيوني معصوبة كانت بسبب جلسة مقبل واحدة فقط!”

ربنا يفكّ أسر الدكتور حمود العودي ورفاقه.
ويصبرهم على برد الزنازين القارس…
وعلى ثِقالة ووطأة “البرنامج الثقافي الإجباري” هناك.

الصورة تجمعنا قبل عامين بمقيل الدكتور حمود فك الله اسره..

من صفحة الكاتب على فيسبوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى