مفاوضات أوكرانيا | زيلينسكي يلمح إلى “نشر قوات أميركية”.. وقمة جديدة لـ”تحالف الراغبين”

عين اليمن الحر – رويترز + الشرق
رئيس الوزراء البولندي: يمكن إنهاء الحرب “في غضون أسابيع”
كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، أن فريقه يناقش مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومفاوضيه، إمكانية نشر قوات أميركية في أوكرانيا، كجزء من ضمانات أمنية أوسع، في سياق الجهود الرامية لإنهاء الحرب مع روسيا، فيما أعلن عقد قمتين أوروبيتين خلال الأيام المقبلة، بينما يحاول احتواء الاتهامات الروسية باستهداف مقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتداعيات ذلك على مسار مفاوضات إنهاء الحرب، التي أشار رئيس الوزراء البولندي، إلى أنه “يمكن إنهاء الحرب في غضون أسابيع”.
وأضاف زيلينسكي، أن المناقشات جرت في إطار المفاوضات بين كييف وواشنطن، مع ممثلي ما يُعرف بـ”تحالف الراغبين“، وقال إن “هذا يمكن تأكيده فقط من قبل رئيس الولايات المتحدة، فهي قوات أميركية، وبالتالي أميركا هي من تتخذ مثل هذه القرارات”، وفق ما نقلت “فاينانشيال تايمز“.
جاءت تصريحات زيلينسكي في وقت تحاول فيه أوكرانيا احتواء التداعيات الدبلوماسية للادعاءات الروسية بأن طائرات أوكرانية مسيّرة بعيدة المدى استهدفت مقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفةً هذه الادعاءات بأنها “كذبة تهدف إلى تقويض المفاوضات مع واشنطن”.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الاثنين الماضي، إن 91 طائرة مسيّرة أوكرانية استهدفت مقر بوتين عند بحيرة فالداي في منطقة نوفجورود.
ورد زيلينسكي على الاتهامات الروسية، بأن “الهجمات المزعومة على مقر بوتين في فالداي مزيفة، لم يقم أحد بها”، مضيفاً أن الاتهام الروسي قد يكون محاولة للضغط على واشنطن لرفع العقوبات عن روسيا، لكنه مرتبط أيضاً بنجاح الحوار والاجتماعات الإيجابية بين الفرق الأوكرانية والأميركية خلال الشهر الماضي، والتي بلغت ذروتها في اجتماع مارالاجو بفلوريدا.
وفي وقت لاحق، عبّر وزير الخارجية الأوكراني، أندري سيبيها، عن خيبة أمل كييف من تصريحات بعض الدول بشأن الاتهامات الروسية، مشيراً إلى أن موسكو لم تقدّم أي دليل يثبت حدوث الهجوم، وأن هذا الاتهام يهدف إلى تبرير استمرار حملة الضربات الروسية ودفع واشنطن نحو مشاعر سلبية تجاه زيلينسكي.
وأكدت أليونا جيتمانشوك، رئيسة بعثة أوكرانيا لدى الناتو، أن روسيا قد تسعى من خلال هذا الادعاء إلى “زرع الفتنة” بين ترمب وزيلينسكي، ومحاولة دفع الولايات المتحدة لإعادة النظر في هيكلية المفاوضات بالكامل، مشيرة إلى أن بوتين يفضل التفاوض مباشرة مع الرئيس الأميركي دون مشاركة فعلية من أوكرانيا أو الشركاء الأوروبيين.
وفي الوقت نفسه، أعرب زيلينسكي عن استعداده لـ”أي صيغة اجتماع” مع بوتين إذا كانت تمثل فرصة لإنهاء الحرب الروسية، مجدداً دعوته لترمب لزيارة أوكرانيا، وهو ما قد يتطلب اتفاقاً مع موسكو بعدم شن غارات جوية، مؤكداً أن ذلك سيكون مؤشراً على وجود أساس لوقف إطلاق نار.
قمتان أوروبيتان
وفي السياق، أعلن زيلينسكي، الثلاثاء، عقد قمتين أوروبيتين خلال الأيام المقبلة، في مسعى للاستفادة من الزخم الذي حققه عقب لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في ولاية فلوريدا.
وذكر زيلينسكي، أن مستشاري الأمن القومي لدول “تحالف الراغبين” سيجتمعون في أوكرانيافي الثالث من يناير، قبل اجتماع القادة في فرنسا يوم السادس من الشهر نفسه.
ويضم التحالف، الذي تقوده بريطانيا وفرنسا، أكثر من 30 دولة. ولم يتضح بعد ما هي الدول التي ستشارك في الاجتماعات.
وقال زيلينسكي في منشور على تليجرام: “أنا ممتن لفريق الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب على استعداده للمشاركة بكل الطرق الفعالة. نحن لا نضيع يوماً واحداً”.
وتأتي هذه الاجتماعات المقررة بعد لقاء ترمب وزيلينسكي في فلوريدا، حيث عرض الرئيس الأوكراني خطة سلام مكوّنة من 20 نقطة، تقضي بتقديم الولايات المتحدة ضمانات أمنية لكييف، وتحويل منطقة دونباس شرقي البلاد إلى منطقة اقتصادية حرة.
والأحد، أشار الرئيس الأميركي، إلى أنه وزيلينسكي “يقتربان كثيراً، وربما كثيراً جداً” من التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، رغم أن “القضايا الشائكة” الخاصة بالأراضي الأوكرانية، لا تزال عالقة.
وكان ترمب أكثر حذراً من زيلينسكي بشأن الضمانات الأمنية، إلا أنه قال إنهما يقتربان بنسبة 95% من التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، متوقعاً أن تتولى دول أوروبية “جزءاً كبيراً” من هذه الجهود بدعم من الولايات المتحدة.
وشدد زيلينسكي، على أن وجود قوات أميركية في أوكرانيا، سيعزز الأمن في البلاد بشكل كبير.
وتابع: “نناقش بالطبع هذا الأمر مع الرئيس ترمب ومع ممثلي تحالف (الراغبين الداعم لأوكرانيا). نحن نريد ذلك، سيكون هذا موقفاً قوياً من ناحية الضمانات الأمنية”.
وأعرب عن استعداده للقاء الرئيس الروسي، موضحاً: “أبلغت الرئيس ترمب والقادة الأوروبيين بأنني مستعد للقاء بوتين بأي شكل، الشيء الأساسي هو ألا يخاف الروس”.
موقف روسيا التفاوضي
في المقابل، قالت روسيا، إنها ستشدد موقفها في التفاوض بعدما اتهمت أوكرانيا باستهداف مقر رئاسي في منطقة نوفجورود، وهو ما نفته كييف قائلة: “لا أساس له من الصحة، ويهدف لإطالة أمد الصراع”.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن أوكرانيا حاولت مهاجمة مقر إقامة بوتين الرسمي بواسطة 91 طائرة مسيّرة، قبل أن يتم إسقاطها جميعاً، بحسب وكالة “إنتر فاكس” الروسية للأنباء.
ولم تقدم أي دليل مادي على الهجوم، وأشارت إلى أنها سترد عليه وستراجع موقفها في المفاوضات لكنها لن تنسحب من المحادثات بشأن اتفاق السلام المحتمل
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال زيلينسكي: “هذه القصة المزعومة عن استهداف مقر رئاسي ملفقة بالكامل بهدف تبرير شن المزيد من الهجمات في أوكرانيا، بما يشمل كييف، كما أن روسيا نفسها رفضت اتخاذ ما يلزم من خطوات لإنهاء الحرب، أكاذيب روسية نمطية”.
وذكر مصدر مقرب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه لا دليل يثبت اتهامات روسيا لأوكرانيا بأنها هاجمت مقراً لبوتين.
وأضاف المصدر: “أوكرانيا وشركاؤها ملتزمون بمسار السلام، بينما اختارت روسيا مواصلة الحرب ضد أوكرانيا وتكثيفها. وهذا في حد ذاته تحدٍ لأجندة الرئيس ترمب للسلام”.
ورفض البيت الأبيض التعليق على استهداف المقر الرئاسي الروسي، بعد أن قال زيلينسكي إنه أثار الأمر مع ترمب. ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان هناك دليل على وقوع هذا الهجوم، قال ترمب: “سنعرف”.
من جانبه، قال رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، الثلاثاء، إن السلام يمكن أن يتحقق في أوكرانيا في غضون أسابيع، بفضل الضمانات الأمنية الأميركية، لكن فرص النجاح لا تزال “غير مؤكدة بنسبة 100%”.
وألمح توسك أيضاً إلى إمكانية إرسال قوات أميركية إلى خط التماس بين أوكرانيا وروسيا، لكنه لم يقدم أي تفاصيل عن هذا المقترح. وشدد على ضرورة التطرق إلى قضية الأراضي الأوكرانية.
وطالبت روسيا القوات الأوكرانية بالانسحاب من آخر جزء في منطقة دونباس التي لا تزال تحت سيطرتها في شرق أوكرانيا، بينما تريد كييف وقف القتال عند خطوط الجبهة الحالية.




