ترمب: ويتكوف وكوشنر يلتقيان بوتين الأسبوع المقبل.. وروسيا قدمت تنازلات

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والسيدة الأولى ميلانيا ترمب يغادران البيت الأبيض في طريقهما إلى ولاية فلوريدا. 25 نوفمبر 2025 – REUTERS

واشنطن – نيويورك – عين اليمن الحر – رويترز- الشرق

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء (مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي)، أن مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر سيلتقون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أن موسكو قدمت “تنازلات” باتجاه التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.

وتحدث ترمب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسة المتجهة إلى ولاية فلوريدا، عن مسار المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أن المحادثات مع روسيا “بدأت تسير بشكل جيد”.

وقال الرئيس الأميركي: “نجري محادثات جيدة.. بدأنا مع روسيا، نجري بعض المحادثات مع روسيا”، مضيفاً: “أوكرانيا تسير بشكل جيد، وأعتقد أنهم سعداء جداً حيال ذلك.. إنهم يودون رؤية ذلك ينتهي.. لن نعرف لبعض الوقت، لكننا سنحرز تقدماً”.

وأشار إلى أن المفاوضين الأميركيين “يحرزون تقدماً” في المناقشات مع روسيا وأوكرانيا، وأن موسكو “وافقت على تقديم بعض التنازلات”، مضيفاً أنه “لا يوجد موعد نهائي للتوصل إلى اتفاق”، وقال: “الموعد النهائي بالنسبة لي هو عندما يُنجز الأمر”.

ورداً على سؤال بشأن مدى إمكانية أوكرانيا في تقديم تنازلات بشأن الأراضي، أجاب ترمب: “انظروا إلى الطريقة التي تسير بها الحرب.. إنها تتحرك في اتجاه واحد فقط.. لذا، في نهاية المطاف، تلك أراضٍ قد تحصل عليها روسيا على أي حال خلال الشهرين المقبلين”.

وأشار ترمب إلى أن “المفاوضات معقدة بسبب ترتيب الحدود على الأرض”، وأردف: “إنها عملية طويلة ومعقدة، ومحزنة جداً لأن الكثير من الناس يُقتلون”.

وفيما يخص الضمانات الأمنية، التي ستقدم إلى أوكرانيا، قال ترمب إن “أوروبا ستكون منخرطة بشكل كبير في الضمانات الأمنية”، لافتاً إلى أن خطة السلام الأولية المكونة من 28 نقطة “كانت مجرد خريطة”.

وسبق أن أمهل ترمب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حتى الخميس للموافقة على الخطة السلام التي كانت تدعو كييف إلى التنازل عن أراض، وقبول فرض قيود على جيشها، والتخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

ويحاول المسؤولون الأميركيون تقريب وجهات النظر مع الروس والأوكرانيين بشأن وضع خطة لإنهاء أعنف صراع في أوروبا وأكثرها إلحاقاً للدمار منذ الحرب العالمية الثانية، فيما تخشى أوكرانيا من إجبارها على قبول اتفاق يصب إلى حد بعيد في مصلحة روسيا، بحسب وكالة “رويترز”.

وزير الجيش إلى الأوكرانيين

وكان الرئيس الأميركي قال، في وقت سابق الثلاثاء، إنه وجه ويتكوف لزيارة موسكو ولقاء بوتين، بالتزامن مع إرسال وزير الجيش دان دريسكول إلى الأوكرانيين، وذلك بهدف وضع “اللمسات الأخيرة” على خطة السلام المقترحة، مؤكداً إحراز “تقدم هائل” لإنهاء الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.

وأشار ترمب على منصة “تروث سوشيال” إلى أن خطة السلام الأصلية المكونة من 28 نقطة، والتي “صاغتها الولايات المتحدة”، تم “تنقيحها” بإضافة مدخلات إضافية من كلا الجانبين، و”لم يتبق سوى عدد قليل من نقاط الخلاف المتبقية”.

وأضاف: “على أمل وضع اللمسات الأخيرة على خطة السلام هذه، أصدرتُ تعليمات لمبعوثي الخاص ستيف ويتكوف للقاء الرئيس بوتين في موسكو، وفي الوقت نفسه، سيلتقي وزير الجيش دان دريسكول مع الأوكرانيين”.

واختتم الرئيس الأميركي تصريحه بالتأكيد على شروط لقاء القمة: “أتطلع إلى الاجتماع مع الرئيس زيلينسكي والرئيس بوتين قريباً، لكن فقط عندما تكون الصفقة لإنهاء هذه الحرب نهائياً، أو في مراحلها النهائية.. شكراً لاهتمامكم بهذه المسألة الهامة للغاية، ودعونا جميعاً نأمل أن يتحقق السلام في أقرب وقت ممكن”.

وتأتي تصريحات ترمب بعدما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الثلاثاء، إن خطة السلام المعدّلة لأوكرانيا يجب أن تعكس “روح ونص” التفاهمات التي تم التوصل إليها بين بوتين وترمب خلال قمتهما في ألاسكا.

وأشار لافروف، خلال مؤتمر صحافي في موسكو، إلى أن روسيا رحبت بالنسخة الأولى من خطة السلام الأميركية لأوكرانيا، لكنها تنتظر نسخة “مؤقتة” معدلة بعد أن تنتهي واشنطن من تنسيقها مع أوكرانيا وأوروبا.

وسبق لويتكوف أن التقى بالرئيس الروسي 5 مرات خلال العام الجاري، حيث تركزت هذه المباحثات التي استمر بعضها لأكثر من 4 ساعات، بشكل رئيسي على ملف أوكرانيا، بالإضافة إلى بحث إمكانية عقد لقاء قمة مباشر بين ترمب وبوتين الذي تم في أغسطس بولاية ألاسكا.

اجتماع مرتقب في كييف

من جانبه، قال أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لاحقاً إنه أجرى اتصالاً مع وزير الجيش الأميركي، معرباً عن شكره على “التركيز والبناء”.

وقال يرماك على منصة “إكس”: “كما أوضح الرئيس ترمب، نتوقع وصول وزير الجيش إلى كييف في وقت لاحق من هذا الأسبوع، ونحن مستعدون لمواصلة العمل بأسرع ما يمكن لوضع اللمسات الأخيرة على الخطوات اللازمة لإنهاء إراقة الدماء”.

واختتم يرماك تصريحه قائلاً: “نحن ممتنون للولايات المتحدة على كل دعمها، وسيتم إعداد اجتماع الرئيسين بشكل شامل وفوري من جانبنا”.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي الليلي، الثلاثاء، أن فريقه عمل على صياغة “نص الوثيقة التي تم إعدادها مع الولايات المتحدة في جنيف”، في إشارة إلى الاجتماعات التي جرت بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين في جنيف، الأحد.

وشدد زيلينسكي على أن “المبادئ الواردة في هذه الوثيقة يمكن تطويرها لتصبح اتفاقيات أعمق”، وأن “من مصلحتنا المشتركة أن يكون الأمن حقيقياً”.

من جهته، قال مصدر أوكراني مطلع بشكل مباشر على المحادثات لشبكة CNN الأميركية إن “التقدم مستمر بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن صياغة مسودة مقترح جديد لإنهاء الحرب”، لكن “لا تزال هناك خلافات جوهرية قائمة، ولم يتم الاتفاق على نص نهائي بعد”.

وأضاف المصدر أنه “تم التوصل إلى توافق في الآراء بشأن معظم النقاط، لكن هناك 3 مسائل مهمة على الأقل لا تزال الخلافات فيها قائمة”.

بخصوص القضية المتعلقة بتسليم أوكرانيا أراض لروسيا لم تسيطر عليها، قال المصدر إنه “لم يتم التوصل إلى قرار بعد”، موضحاً أنه “سيكون من الخطأ جداً القول إن لدينا الآن مسودة قبلت بها أوكرانيا”.

بشأن مقترح مطالبة أوكرانيا بتحديد أفرد جيشها إلى 600 ألف، وهو الرقم الذي تضمنته الخطة الأميركية المكونة من 28 نقطة، ذكر المصدر أنه “تم طرح رقم جديد، لكن كييف تريد المزيد من التغييرات قبل أن تكون مستعدة للموافقة”.

وبشأن مسألة تخلي أوكرانيا عن طموحها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أشار المصدر إلى أن “هذا المطلب غير مقبول”، معتبراً أن مثل هذا التنازل سيشكل “سابقة سيئة” تمنح روسيا فعلياً حق النقض (الفيتو) في الناتو “وهي ليست عضواً فيه أصلاً”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى