اختلفوا مع علي عبدالله صالح كما شئتم..

بقلم / محمد الخامري
اختلفوا مع علي عبدالله صالح كما شئتم، وانتقدوا تجربته السياسية بحدتها وتقلباتها، فهذا حق مشروع لكل صاحب رأي سياسي، لكن من الصعب إنكار أنه كان قائد شجاع ورجل استثنائي في تاريخ اليمن الحديث، أدار دولة معقدة التركيب في واحدة من أصعب مراحلها، وسط انقسامات اجتماعية وقبلية حادة، وحروب داخلية، وضغوط إقليمية ودولية خانقة..
أنجز الكثير في بناء الدولة كاسم وكيان دولي، واستطاع تثبيت أركانها، وأخفق في محطات أخرى، غير أنه لم يكن رجل الهروب من المسؤولية، ولا السياسي الذي يختبئ خلف غيره عند لحظة القرار الصعب، بل كان يتقدم الصف ويتحمل كلفة اختياراته كاملة، صائبة كانت أم خاطئة..!!.
📌 وفي هذه اللحظات الموحشة من حياة اليمن، نفتقده كثيرا، رغم اختلافنا معه، ورغم خروجنا عليه في لحظة تاريخية ظننا أنها ستفتح بابا أوسع للأمل، لكنها فتحت بابا للخراب.. نفتقد حضوره كقائد يعرف دهاليز الدولة، ويجيد إدارة تناقضاتها بشخوصها وجغرافيتها وتاريخها..
كان يقرأ توازنات الداخل والخارج بحدس السياسي المخضرم. وفي النهاية، واجه مصيره بذات الروح التي حكم بها؛ لم يساوم على لحظة كان يدرك ثمنها، ولم يتراجع عن طريق عرف منذ بدايته إلى أين سيقوده..
📌 رحل رحمه الله بشجاعة، كما عاش بشجاعة، وكما عرفه خصومه قبل محبيه؛ حاضرا في قلب الصراع لا على هامشه، ومتشبثاً بخياره حتى اللحظة الأخيرة..
قد يختلف اليمنيون في تقييم إرثه السياسي، لكن من الصعب جدا أن يختلفوا على أنه كان شخصية فارقة، ترك أثر عميق في تاريخ اليمن المعاصر، وكتب نهايته بيده، كما كتب فصول حكمه بجرأة نادرة في زمن المواربة والتردد..
📌 حين نتذكره اليوم، لانفعل ذلك من باب التمجيد أو تقديس الأشخاص، فقد اختلفنا معه اختلاف الرجال الذين يعرفون قدر الآخرين مهما خاصموهم، وانتقدنا ممارساته وسياساته وهو في عز مجده، بل نتذكره من باب الحزن العميق على دولة كانت قائمة، بكل مالها وماعليها، من ضعف وفقر وفساد وهشاشة، لكنها كانت قائمة، قبل أن تتفتت وتُبدَّد على أيدي ثعالب قفزوا إلى المشهد بلا خبرة دولة ولا وعي تاريخ، فأساؤوا القيادة وأضاعوا ماكان قائما كيفما كان..
نستحضره بوصفه رمزا لمرحلة كانت فيها الدولة حاضرة، والقرار وإن اختلفنا معه واضح المصدر، قبل أن يغدو اليمن ساحة مفتوحة للفوضى، ومسرح لتجارب العاجزين والطامعين، الذين لم يعرفوا كيف تُقاد الأوطان، ولا كيف تُصان الدول حين تسقط من بين الأيدي، وتسلم لأصحاب الأجندات، من كان يتمنى زوالها منذ القدم..
📌 ملاحظة مهمة..
كتبته على ضوء منشور تافه لأحدهم يهاجم صالح ويلصق فيه كل نقيصة؛ استفزني جدا فكتبت هذا..
الفجور في الخصومة أوردنا المهالك ودمر اليمن..
#اليمن_ضحية_عقوق_ابنائه
#لا_دولة_ولا_رجال
#غريمنا_الدنبوع_ومادونه_تفاصيل
من صفحة الكاتب على فيسبوك




